اجتمنا هنا، ستون امرأة ممثلات لثلاثة عشر دولة من الشرق الأوسط وشمال افريقيا وآسيا، ومعنا زميلاتنا من أوروبا وأمريكا الشمالية في تركيا لحضور المنتدى السنوي الثالث حول “حقوق المرأة والأمن والسلام” الذي تعقده الشبكة الدولية لعمل المجتمع المدني (أيكان). لدينا كلمة واحدة نوجهها للعالم: كفى.

كفى عنفًا، كفى تصديرايديولوجيات عنيفة ليس لها جذور في ثقافاتنا ولا عقائدنا ولا تاريخنا، كفى أسلحة وقنابل تجبرنا على دفن شعوبنا وخاصة أطفالنا في سن كان من الواجب أن يرتادوا فيه المدارس ليبنوا مستقبلهم. في شتى أنحاء أقاليمنا، وداخل حدود بلادنا، تعاني الشعوب أبشع الحروب وهي تقف في الصفوف الأمامية لمواجهة أفظع أشكال العنف التي شهدها تاريخنا الحديث.

إن الغالبية الساحقة لشعوبنا المحبة للسلام أصبحت رهينة في قبضة أقلية صغيرة من قوى التطرف والاحتلال والاستبداد. ونحن النساء، بصفتنا ناشطات من أجل السلام وحقوق الانسان والتعددية، صرنا ما بين كفي رحى لهذه القوى. فمن جهة نجد أسماءنا على قوائم إغتيال داعش وسواها من الميليشيات المتطرفة لمجرد كوننا تجرأنا على المطالبة بحريتنا، ومن جهة أخرى نتعرض للمضايقات والتهديدات والاعتقالات من أجهزة الدولة وقوات الاحتلال، لأننا تجاسرنا على المطالبة بخدمات بسيطة من مياه نظيفة إلى حكم رشيد وحقوق أساسية ومساواة وقيادة.

وتؤدي سياسات الفاعلين الدوليين من فرض عقوبات واتجار في السلاح والبشر والمخدرات، إلى زيادة معاناة شعوبنا. يتم إكراه فتياتنا على الانضمام إلى الميليشيات كما يتعرضن للاختطاف والاغتصاب والمتاجرة. وفي الوقت ذاته تستفيد الميليشيات وبشكل مباشر من هذه السياسات.

نمد أيدينا عبر العالم لنحصل على دعم المجتمع الدولي وتضامنه، فلا نلقى ذلك إلا من البعض. تزعمون مساندة المرأة وتقولون إنكم تلتزمون بمعايير وسياسات كقرار رقم 1325 الصادر عن مجلس الأمن للأمم المتحدة الخاص بالمرأة والسلام والأمن والذي ينادي بوضوح بمشاركة النساء الفعالة في عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بمنع النزاعات وتسويتها. إلا أنكم لا تصغون إلى نصائحنا وتحذيراتنا. أنفقتم الملايين على القنابل والطائرات علمًا بأنها وحدها لا تقدم أي حل. عندما نسعى للحصول على دعمكم من أجل بناء المدارس والتنمية الاقتصادية والمساعدة الانسانية تتذرعون بعدم توافر الامكانات.

التحديات التي نواجهها هائلة، وهي ليست من صنعنا، الا اننا مجبرات على مواجهة النتائج. يخطئ من يعتقد انه لا يمكن ان يتحقق اي شئ إيجابي في ظل الظروف الحالية، لأننا نتمتع بالقوة والعزيمة ونحن مصممات على أن نستمر في العمل لأننا نرفض التخلي عن قيمنا وأملنا في تحقيق مستقبل أفضل. نقوم بتعبئة الشباب كي يتحدى الايديولوجيات التي تحضنا على كراهية بعضنا البعض. كما نرفض تماماً أي فهم للدين يحرض على العنف أو يغض الطرف عنه ويشجع على قمع النساء. نحن ننشر رسالة السلام والتعددية التي سمحت لنا ان نعيش معًا في المنطقة بسلام عبر القرون على الرغم من اختلافاتنا.

نعمل مع النساء لزيادة وعيهن بالحقوق العالمية والتفسيرات غير الاقصائية للدين، ومن أجل تعزيز أصواتهن، واحترام كرامتهن وتوفير فرص العمل لهن. كما نعمل مع الرجال من أجل مواجهة ثقافة العنف التي تغلغلت في منطقتنا. ونكافح حتى تتحمل حكوماتنا مسؤولياتها تجاه التزاماتها.

اليوم، ونحن نقف عند مفترق طرق، يمكن للمجتمع الدولي اما الاستمرار في اتباع سياساته واستراتيجياته التي باءت بالفشل والتي تنتج المزيد من العنف والتشدد، أو يمكنه ان يتبع خطانا. لكن يبقى أمر واحد أكيد وهو ان رؤيتنا للمنطقة والمستقبل هي رؤية سلام وحرية وكرامة وحقوق وتعددية ورفاهية للجميع. أصغوا إلينا، انضموا إلينا.

صدر هذا البيان بتاريخ ١١ نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠١٤ في المنتدي السنوي الثالث للشبكة الدولية لعمل المجتمع المدني (أيكان) لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا/اسيا حول حقوق المرأة والسلام والأمن تحت عنوان “تحدي التطرف والعسكرة” الذي عقد بمدينة شيلا بتركيا.

+1 202-355-8220

info@icanpeacework.org

media@icanpeacework.org

1126 16th Street NW Suite 250, Washington, DC 20036

Share This